• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    اللغات العروبية: دراسة في الخصائص
    د. عدنان عبدالحميد
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للتسخير في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج التنافس والتدافع
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الاستشراق والعقلانيون المعاصرون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    عجائب الأشعار وغرائب الأخبار لمسلم بن محمود ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صحة الفم والأسنان في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

هل أعراسنا " الإسلامية " إسلامية؟!

عابدة المؤيد العظم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/12/2013 ميلادي - 2/2/1435 هجري

الزيارات: 12157

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هل أعراسنا "الإسلامية" إسلامية؟!


انتشرت كلمة "العرس الإسلامي" بين الملتزمين من سِنين، وأصبحت الدعواتُ إلى الأعراس تُصدَّر بعبارة: "عرسُنا إسلاميٌّ"، ويفتخرون بأنهم هجَروا الأعراس التقليدية، وباتوا يقيمون أعراسًا بلا مخالفات شرعية.


فما الفرق بين الاثنين "العرس الإسلامي" و"العرس غير الإسلامي" في عُرْفِهم؟


لو بحثنا ودققنا لوجدنا ما يلي:

"أنهم استبدلوا بالأغاني الأناشيدَ وبالآلاتِ الدُّفوفَ"، فأصبحت أعراسُهم إسلامية مائة بالمائة!


وانتهى الموضوع عندهم على ذلك، ثم لم يتغيَّر أي شيء آخر في أعراسِهم عمَّا عهِدناه وعرَفناه في أعراسِ غيرهم (ممن يقيمون برأيهم أعراسًا غير إسلامية)!


وبناءً عليه إني لأتساءل:

ما هذه البدعة التي انتشرت في الناس وسمَّوها "العرس الإسلامي"، وما عيب أعراسنا من قبلُ؟ ألسنا مسلمين؟ أليست أعراسُنا محتشمةً فلا محرَّمات فيها ولا شراب؟


بل إني ألح في السؤال وأقول:

"وأين الأَسْلمة في الأعراس التي يسمُّونها "أعراسًا إسلامية"، وهي تعِجُّ بأعرافٍ غير أعرافنا وطقوس غير طقوسنا؟".


راقبوا معي وفكِّروا مليًّا تجدوا أن الطقوس التي تُقامُ في كل الأعراس الإسلامية مستوردةٌ بالكامل من الأجانب وأهل الكتاب وربما من الكفار؛ فمن البدلة البيضاء الثمينة، والطَّرْحَة المُزَرْكشة الغالية، وباقة الأزهار التي تحملها العروس، إلى الكيفية التي تتأبَّط بها عروسَها ذا البِزَّة الفاخرة، إلى مشيهما الهُوَينى، والورود ترمى عليهما، إلى رفعه الغطاء عن وجهها، وإلى الخاتم الذي يخلعه من يدِها اليمنى ليصبح في اليسرى، إلى الكوبِ الذي يشربانِ منه معًا وأمام الناس!! إلى قالب الحلوى ذي الطبقات، وكيف يضعانِ أيديَهما فوق بعضهما ويقطعانه معًا، ثم يُطعِمُها وتُطعِمُه، إلى "البوفيه" والطعام الشهي والمنوَّع، والرقص والغناء، وأمور أخرى كثيرة تعرفونها جميعًا، وتتكرَّر في كل عرس بنفس الطريقة وبنفس الترتيب، وكلما زاد الأجانب شيئًا على أعراسِهم تعلَّمناه منهم وطبَّقناه، فهل هذا من الإسلام؟ وهل ورد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو كان على عهد الصحابة والتابعين؟!


أيها المسلمون، إن ما نعمَله في أعراسِنا ليس منا ولا نعرفه في شرعِنا، والذي ورد في ديننا ما يلي:

يُعلَن عن النكاح، وتُزيَّن العروس بما تيسر، وتقام وليمةٌ للعرس بأقلِّ التكاليف - ولو بشاة - تُذبَح وتُطبَخ ويجتمِعُ عليها الناس، ويُضرَبُ بالدُّفوفِ، وتجلسُ العروس بحضرة المدعوَّاتِ وقد تكون في خدمتهم! والوليمةُ تكون على الغداءِ، بدليل استحباب الفطر للصائم (ليأكل منها)، وينتهي كلُّ ذلك باكرًا، وينام الناس بعد العشاء، هكذا كانت الأعراس قديمًا، ولكن الدنيا تبدَّلت وتغيرت.

والنتيجة:

"أعراسنا - رغم كل شيء - جيِّدة ومقبولة، ولكنها ليست إسلاميةً بالمعنى المراد في هذه العبارة"، فما الذي ينبغي أن يتغيَّر لتُصبِح أعراسُنا بحقٍّ إسلاميةً؟ تبدأ أسلمةُ العرس من لحظة اختيار الزمان والمكان.


أما الزمان:

فينبغي أن تُراعَى فيه مواعيدُ الصلوات اليومية ومصالح الناس، فلا يُحبَّذُ السهر من أجل حفلة عرس، فتفوتنا سنة النوم باكرًا، وقد يفوتنا معها فرض صلاة الصبح (بسبب النوم المتأخِّر)، وقد تُؤثِّر (قلة النوم) على نشاطنا وجودة أدائنا في أعمال اليوم التالي، وعلى مهنِنا المدفوعة الأجر، فنخسر بعض حسناتنا.


والمسلم يلتزم بالقوانين العامة التي وضعها اللهُ للناس، والله جعل الليل لباسًا والنهار معاشًا، فينبغي إذًا أن يبدأ العرس باكرًا وينتهي باكرًا، ويستحب أن تصلى العشاء في نهاية الثلث الأول من الليل، فلا ينبغي إذًا تبكيرُها عن العرس، ولا ينبغي أيضًا الانشغال بالعرس وتأخيرها عن وقتها المستحب، وحين تؤدى صلاة العشاء يصبح الكلام مكروهًا (إلا فيما يرضي الله)، ويستحب النومُ بعدها.


أما المكان:

فالمسلم لا يبذَخُ ولا يبعثِرُ ماله على الأشياء الفانية، ويقتصد في عيشه، "ما عال مَن اقتصد"، خاصة في هذا الزمان الذي قُدِر فيه الرزق، وغَلَتِ الأسعار، وكثر الفقراء والمُعْوِزين، والمُقبِل على الزواج يكون بحاجةٍ إلى مصاريفَ كثيرةٍ، فينبغي إذًا أن يكون أجرُ المكان (المختار لإقامة للحفل) معقولاً، وما الضَّير أن يكون العرسُ في حديقة الدار أو على السطح؟ لقد عشنا قديمًا هكذا وكنا سعداء، نقيم أعراسنا في بيوتنا، وتمر بخير وسلام.


فالصَّالاتُ أصبحت غالية جدًّا، ورغم غلائها الفاحش تُؤجَّر بلا طعامٍ ولا تجهيزات، وتحتاج للتجميل ولترتيب مكان جلوس العروس، ولتزيين الطاولات وتزويدها بوجبة خفيفة، مما يضاعف الكلفة ويزيد الحِمْل، وفوقها يخرج أكثر الناس ساخطين لبُعْد المكان، أو لرداءة الطعام، أو لأسباب أخرى.


فاتقوا الله أيها الناس، وأخصُّ الأغنياء، فهؤلاء يُغالُون مع أن لديهم البديلَ في بيوتهم الكبيرة، وخدمِهم وحشمهم، (فهم الأولى بأن يرخِّصوا الصالات بالتَّرك)، والأغنياء هم القدوة والناس يأتمرون بأمرهم ويسيرون خلفهم، أما مَن ليسوا بأغنياء، فلن يتقبَّلوا البَدْء بالتغيير؛ لشعورهم بالنقص، وسيَسْتَحُون من المبادرة؛ لأنها ستنسب لقلة ذات يدِهم، ولن تعتبر قوة في الحق، وبداية للإصلاح.


فليت الأغنياء يتمرَّدون على أسعار الصَّالات، ويبتدعِون طريقةً جديدة للاحتفال وبأسعارٍ معقولة، فيتبعهم الناس وتصبح الأعراس - بلا بذخٍ - إسلامية بحق، وأقرب لما يُرضِي الله.


والأسلمة تكون في اختيار المدعوات:

والمسلم يكون متوازنًا عادلاً، ومتبعًا للسنة الشريفة، فينبغي ألاَّ يُدْعَى إلى العرس الأغنياءُ، ويُستثنَى من الدعوة الفقراء والمساكين من الجيران والأصدقاء.


والعرسُ فرصةٌ للقاء الأحبَّة وذوي القُربَى، وتنمية أواصر المحبة بينهم، ولكن ولغلاءِ الأسعار وضيقِ المكان تُستثنَى بعضُ المقرَّبات (أو بناتهن وكَنَّاتهنَّ)، ويُدعَى بعضُهن الآخر، الأمر الذي يسبِّب المشكلات، وقد يُنمي الأحقاد ويُؤجِّج المشاعر السلبية بين الأقرباء، فينبغي دعوةُ سائر الأهل وذوي الأرحام، والإصرار على حضورهن جميعًا.


ومن السنة: الحضور وقَبول الدعوة، ومن اللائق والمستحبِّ أن تعتذرَ المتخلِّفة، ولكنهم لا يعتذرون ولا يبالون.


والأسلمة تكون في المساهمة في صلات الأرحام وتنمية الودِّ بين الناس:

الناس اليوم في شُغُلٍ، والمُلهِيات كثيرةٌ، فلا يرون بعضُهم بعضًا إلا لمامًا، والعرسُ فرصةٌ طيِّبة لجمعِ النساء، وإعادة حبل الوُدِّ فيما بينهن، والعرس فرصةٌ للاسترخاءِ ولقاءِ الصديقات بعد طول انقطاع؛ ولذلك سأضيف شيئًا مهمًّا جدًّا (من أجل أسلمة الأعراس)، وهو "وجوب تخفيض أصوات الأناشيد التي تصدَحُ في الصالة!"؛ لأنها تمنعُ الناس من السلام والكلام.


وقد تعترِضون على هذا، ولكن أضحى العرسُ من الفرصِ القليلة التي تُتاحُ لنا (في هذه الحياة) لنلتقيَ بأخواتِنا ونسعدَ بصحبتِهنَّ، و"الأصوات العالية" لا تدَعُ مجالاً للتحبُّب وإذكاء الودِّ بيننا وبينهن، وتمنعُنا من الاستعلام عن أخبارهن، وتحرِمُنا من الاطمئنان عن ظروفهن وأحوالهن.


هذا عدا عن أن الأصوات العالية تؤذي السمع وتضرُّه، وتُسبِّب الصداع، فلا بد إذًا من تخفيضِها لتتم الأسلمة!

 

والأسلمة تكون برفض المظاهر غير اللائقة أو المثيرة للمشاعر:

إذ ترقص بعض الفتيات مثنى مثنى بطريقةٍ غير لائقة ألبتةَ، وتقومانِ بحركات توحي بأنهما شابٌّ وفتاة يتغنَّجان لبعضِهما، وأنا أعتقدُ أن الرقص بهذه الطريقة حرامٌ، وينبغي أن يكون الرقص بحركات خفيفة مهذَّبة وليس فيها ابتذال.


ولو استُبدِل بالرقصِ الدَّبْكَة لكان أحلى وأبهى، ولو شكَّلت مجموعةٌ من الفتيات ما يُشبِه الفرقة، ودُرْنَ بين النساء في الحفلِ يضرِبنَ بالدُّفِّ ويُنشِدن بعض الأهازيجِ بصوتٍ رخيم، لكان شيئًا لطيفًا.


العروس لا يدخلُ على النساء في الأعراس الإسلامية، لكنهم قد ينقلون بثًّا حيًّا (على الشاشات الكبيرة) لمراسيم لقاء العروسين، وشربهما من كوب واحد، وكيف يضع اللُّقمة في فمِها، ثم يضع يدَه في يدِها، ولا يكاد يرفع نظرَه عنها (وقد يخطر في باله أن يُقبِّلها، أو يُعانِقَها ويرقص معها)، مما يُثِيرُ مشاعر الفتيات البالغات، ويُؤذِي أحاسيس مَن كتب الله عليهن العنوسة.


• والأسلمة ترفض هذه الحركات، وتُلزِمنا بمراعاة المشاعر، وإخفاء ما يكون بين الزوجين.


• ولكي يكون العُرس إسلاميًّا ينبغي أن تسير البرامج حسب الخطة المقررة.


والملاحظ أنه لا يتم الالتزام بالساعة المحددة لبداية العرس، (رغم طبعها على بطاقات الدعوة والتأكيد عليها)، وهذا الخطأ يكون من الطرفين؛ أي من المدعوَّات ومن صاحبات الدعوة، أما الضيفات، فيتأخَّرن عن عمدٍ؛ لأنهن جرَّبن الحضور باكرًا في أعراس سابقة، فلم يجدن أحدًا قد حضر! فتعلمن أن الدعوة إن كانت في التاسعة حضرن في الحادية عشرة، وإن كانت في العاشرة وصلن في الثانية عشرة (أقول حقًّا).


وأما صاحبات الدعوة، فيتأخَّرن لخطئهن في تقدير الأوقات، ويتباطأن في الخروج لإنجاز مهامِّهن، ولا يحسبن لزحام الشوارع حقَّه، ولا يضعن (زمن أمان) في تقديراتِهن للوقت اللازم لإجراءات ذلك اليوم المزدحم، (مع أن المُعوِّقات كثيرة، وقد يحدُث أي شيء، وقد ينسين غرضًا ذا أهمية)، فيتأخرن فوق تأخرهن، وقد يصلن إلى الحفل بعد المدعوَّات.


ومهما كان، وعلى كل الأحوال، تتأخَّرُ العروس بالنزولِ إلى مكان الحفل؛ إذ جَرَتِ العادةُ بأن تنزل في الآخر، وبعد اكتمال المدعوَّات، خوفًا من ذهاب بهائها وبهجتها، وبالتالي تجلس العروس وحيدةً في غرفة منزوية، وتبقى محبوسة ساعة أو ساعتين حتى يكتمل النِّصاب وتمتلئ القاعة!


وبذلك تُعاقَب العروسُ بالسجن الانفرادي في يومٍ سعدِها، وتُعاقَب معها المدعوَّات النظاميات اللاتي حضرن في الموعد، ويطول انتظارهن، وقد يضطررن للانصراف، فلا يرين العروس ولا يأكلن من طعام الوليمة، (وكثيرًا ما حدث هذا).


• وظهرت بدعة جديدة تتمثَّل في ضرورة إحضار مُصوِّرة محترفة لالتقاط سبعين صورةً للعروسين بطرقٍ فنية متأنية، والناس في القاعة ينتظرون! الأمر الذي يزيد في تأخر العروس، هذا عدا ما فيها من المخالفات، فكثير من الصور فيها خصوصية وحميميَّة، فينبغي ألا تلتقط وتخلَّد ليراها الجميع، وإنما تبقى مخفية بين الزوجين حين يختليان معًا.


• وأعجبُ ما يحدث في الأعراس "انتهاء حفل الرجال في وقت مبكِّر جدًّا عن حفل النساء"، وبهذا جَرَتِ العادة؛ فتضطرُّ المرأة لترك العرس ولَمَّا يبدأ! أو تبقى لتعودَ وحدَها (أو مع السائق) في وقت متأخر، وهذا لا يليق، أو يضطر زوجها لانتظارها ساعة، أو يذهب ويعود ثانية فيضيع وقته وتتعطَّل مصالحه، فلماذا نوقعهما في الحرج؟


إنه وبقليل من التنسيق والتخطيط، يمكن تجاوز ذلك المشكل، فكان من الأسلمة ومن السلوك الواجب مراعاته: "وجوب إنهاء الحفلين معًا"، رفعًا للحرج، ومراعاة لظروف الناس.

••••


• يوم العرس ضائعٌ على جميع المشارِكات به، وخالٍ من الإنجاز؛ فهو يوم استنفارٍ لكل مدعوَّة؛ تقضيه في التجمُّل والتزين واختيار اللباس والحُلِي، وأهل العرسِ قد يكون الحق في صفِّهن، فاليوم يومهن، أما المدعوَّات فعلامَ؟! وكثيراتٌ يتزيَّنَّ لدعوةِ العرس وكأنه يوم عرسهن، ويُبالِغن في كل شيء، ولا مانع من إظهار الزينة والحرص على المظهر الأنيق، ولكن التجمل أصبح سباقًا محمومًا وتنافسًا غير مقبول.


وأكثر الأعراس تبدأ فعليًّا بعد العاشرة، والعرس له طقوسٌ طويلة تحتاجُ لخمس ساعاتٍ (من انتظار تجمُّع الناس، ثم قدوم العروس والزَّفَّة، ثم الرقص والاحتفال، ثم العَشاء، والطريق يأخذ وقتًا في الذَّهاب والإياب)، فلا تعودُ النِّسوة لبيوتهن إلا في وقتٍ متأخر جدًّا، الأمر الذي يُضيعُ الواجباتِ الأخرى.


• ويوم العرس يومٌ مأسوف عليه، فلا الصلاة فيه خاشعة، ولا العبادة تامة (بسبب كثرة الواجبات وضيق الوقت)، ولا الالتزام محمود، فقد تَطلِي النسوة أظافرَها وتلوِّنُ وجهَها، فلا تتمكن من الوضوء، أو تنتفُ حواجبَها، وهذا حرامٌ، ويُستهتَر يوم العرس بالحجاب، فبعد الانتهاءِ من الزينة في الصالونات تَرمِي النساء غطاءَ الرأس على شعرها رميًا، لكيلا تفسُدَ التسريحة، وتخرُجُ إلى الشارع في طريقِها إلى الحفل، وقد يميل غطاؤها هكذا أو هكذا، فيظهر "مكياجها" وقد يبدو لونُ شعرِها، وقد تتعطَّر فيشَمُّ الرجال ريحها، أو يزيح الهواء ملابسها فتظهر ساقها أو يدها، وقد تلبَسُ العباءات المبالغ في زخرفتِها وزينتها.


والأسلمة تكون بالثياب:

وإذا كانت صاحباتُ الدعوة ملتزماتٍ، ويلبسن ثيابًا ساترة، فمن ضيفاتِهن مَن لا تكون كذلك، فتلبَسُ الضيِّق والشَّفَّاف، وما لا يرضاه الله، ولا يستر العورة، فتظهر الساق لما فوق الرُّكْبة، أفلا ينبغي إلزامُها بلبس عباءتها سترًا لعورتها؟ وحفاظًا على سلامة "العرس الإسلامي" من المخالفات؟!

••••


في كل عرس تتكرَّر هذه الطقوس وبنفس الترتيب:

(يجتمع الناس، فتبدأ الزفَّة ويعلو الصوت، وتظهر العروس ببدلتِها البيضاء الثمينة وطرحتها المزركشة الغالية حاملةً باقةَ الأزهار، وتمشي الهُوَينى في ممرٍّ طويل والورود تُرمَى عليها...)، لقد صارت برامج الأعراس موحَّدة ومعادة ومكرورة، وصارت فاترةً، فلماذا لا نُغيِّر فيها قليلاً؟


فباقة الأزهار في رأيي تَلْبكُ العروس وتُعِيقُ السلام عليها، ومشيُها الهُوَينى بطيءٌ جدًّا وممل، والطرحة تقيِّد الرأس وتمنعُه من الحركة والالتفات، ثم ألا ينبغي أن نسعى لأسلمة هذه الطقوس، لتكون أعراسنا متميزة بحقٍّ عن أعراسهم؟


مثلاً: لماذا نتمسَّك بالبدلة البيضاء؟ ماذا لو جعلناها ذهبية اللون؟ أليس تغييرًا جميلاً؟ ولماذا نهتم بقالب "الكاتو" المتعدد الطبقات؟ ما المشكلة لو كان طبقة واحدة؟ إنهم يصنعونه فقط ليقطعه العروسان - حسب الطقوس المعتادة - ثم لا يأكل الناس منه إلا قليلاً؟ فما فائدته إذًا؟ لقد صار من الإسرافِ المنهي عنه.


مثال آخر: ألا تُذكِّركم (الطريقة التي تحمل بها العروس باقة الأزهار ومشي الهُوَيْنَى الذي تمشيه) بالكيفية التي تدخل بها العروس النَّصرانية من باب الكنسية؟ ومثلها الوقوف على الشرفة ورمي الورود على الناس؟


لماذا لا تقف العروس عند باب الحفل وتستقبل الناس بنفسها؟ ولو أنها دارت بين النساء وحيَّتْهن ورحَّبت بهن، واحتَفَت بحضورهن لكان خيرًا لها وأفضل من الجلوس على الكرسي كل الوقت، واقترابُها من ضيفاتِها فيه ذوقٌ ولطف، ويتيح لكل مدعوَّة رؤيتها عن قرب والمباركة لها والسلام عليها.


من الأسلمة - أيها المسلمون - تركُ التشبُّه بالآخرين، فتراثُهم مختلفٌ، ودينُهم منحرف، وقِيَمُهم لا تماثل قيمنا، لماذا لا نبتدع طقوسًا أخرى توافق هوانا وتتماشى مع عاداتنا؟ ولماذا لا نستخرج أشياء من تراثنا نحن المسلمين؟


والمشكلة أن هذه الطقوس المستوردة تكلِّف غاليًا؛ فالناس يميلون للتميز ويحبُّون التفرد، ولأن طقوس الأعراس متماثلة لم يعُدْ لهم ما يتميَّزون به سوى التَّرَف في هذه الطقوس والمغالاة فيها، والتنافس في الإنفاق، وهذا الإسراف مكروه، وفي موضع لا يحبه الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيتسابق الناس لطباعة الكروت المبتكرة (وهي ستُرمَى)، وللكوشة الأغلى (وقد لا تكون الأجمل)، وللذهب الأرقى (وهذا ينخفض سعره؛ لأن قيمة صياغته أكثر من قيمة الذهب فيه)، وللطرحة آخر موضة، والبدلة البيضاء للمصمم المشهور (مع أنهما يلبسان مرة واحدة في العمر)، ويدفعون في صالون الشعر مبلغًا كبيرًا، فقط لأن الزبونةَ عروسٌ (من أجل ساعات معدودة)، ولو كانت زبونة عادية لأخذوا منها عُشر المبلغ.


أيها الناس، دعونا نتعاون على أسلمة هذه الطقوس، واستبدال الخبيث منها، اشحذوا أذهانَكم، وأظهروا إبداعكم، وأخرجوا طقوسًا حلوةً توافقُ شريعتنا وتُسعِدنا في أعراسنا، وستجدون بالتأكيد ما يُبهِجُ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صناعة وقودها حفلات الأعراس.. والموازنات تعرف البداية وتضل النهاية
  • منكرات الأعراس
  • البعد الاقتصادي للأعراس الجماعية
  • أعراسنا بين المفاخر والمعايب

مختارات من الشبكة

  • الصحافة الاقتصادية الإسلامية(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • وزير الزراعة البريطاني ينتقد منع اختلاط الجنسين في الأعراس الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حرمة القيام بالأعمال التخريبية في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ألبانيا: المشيخة الإسلامية تقيم أولمبياد في المعلومات الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • انتقاد المنظمات الإسلامية بأولدهام لتقرير القناة الرابعة ضد نشاط الجمعيات الإسلامية(مقالة - المترجمات)
  • الهند: الاتحاد الهندي للرابطة الإسلامية يؤكد رعاية الجمعيات الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ائتلاف المنظمات الإسلامية يطالب الأمم المتحدة بإدخال الثقافة الإسلامية ضمن برامج الإيدز(مقالة - المسلمون في العالم)
  • رئيس الرابطة الإسلامية في السويد يشيد بدعم الكويت للجمعيات الإسلامية في أوروبا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • قاعدة بيانات للمؤسسات التمويلية الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مبادرة للتعريف بالإسلام بمراكز ميلووكي الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
2- جزاك الله خيرا
ياسين 19-02-2014 10:36 AM

ما شاء الله، وفقك الله لما يحبه و يرضاه

1- رائع
هبه 08-12-2013 03:58 PM

رائع جدا والله خطرت لي أفكار مميزة ,,
أنا احلم بأن اعمل على تغيير هذه الأمور والقناعات عند الفتيات في بلدتي والله المستعان

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/12/1446هـ - الساعة: 8:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب